بيان شرعي
بحق السيد محمود عباس مرزا مغتصب السلطة الفلسطينية والذين معه
بسم الله الرحمن الرحيم :
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة 33 :34) وقال:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ) (المائدة 51 :52) صدق الله العظيم. تمهيد:
إن قضية فلسطين كما هو معروف للكافة والخاصة هي قضية الأمة، و معلمُ بارز من معالم الملة، شأنها في ذلك شأن أرض الحرمين الشريفين بمكة والمدينة ،على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وحيث إن كل واجبٍ شرعي توجَّب على العامة والخاصة دخل فيه العلماء دخولا أوَّلياً، من حيث إنهم أوَّلُ مخاطب به باعتبارهم الورثةَ الشرعيين للأنبياء،على ماجاء به الحديث الثابت الصحيح الذي أخرجه كلٌّ من أبي داود، والترمذي،وابن حبان، والحاكم، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" العلماء ورثة الأنبياء"
وحيث إنه لم يقع لقضية من قضايا الحق في هذا الزمان مثل ماوقع لتلك القضية، قضية فلسطين وحقها، بعد ما نالت منها الحيل السياسية، والأطماع والنزوات البشرية، والعلل النفسية ، والأوضاع الجائرة، نال كل ذلك منها مالم ينله من غيرها، حتى اختلط فيها الشرعي بالسياسي، والحق بالباطل،والظلام بالنور، وقدغلب السياسي عليها في كثير من المواقف، وكاد يحكم فيها، ويخرجها عن مسارها، ويغير من معالمها بعد أن وظِّفَت لذلك الألقاب والأقدار، وبذلت فيها المناصب مع الأموال، والرغائب مع النزوات، لذا فقد أصبح من اللازم على علماء الشريعة لزوما أوليا الآن النهوض لاستخلاص معالم تلك القضية من أنياب المكر السيء الذي يُكاد لها به، نهوضا يدفع عنها عوادي الأوضاع المائلة، والسياسات الجائرة، والأخلاق المنحرفة عن الصراط المستقيم، ومن ثميصححون مسارها، ويبنيون صوابها للكافة، وينفون عنها زيوف الحيل، وأباطيل المزاعم، وزور الأقاويل، ليهلك بعد ذلك (من هلك عن بينة ويحيى من حيىَّ عن بينة).
ولما كان دور العلماء المنوط بهم أولا هو دور البيان عن الله تعالى استجابة لأمره سبحانه حيث قال: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )(آل عمران: من الآية187)؛ ولما كنا من أولئك من غير منازع، لذا ترى جبهة علماء الأزهر لزاما عليها أن تبين للناس حقيقة ماالتبس من الأمر هنا، وماخفي من المعالم فيها، وهي في نفس الوقت تودُّ بما تقوم به أن تكون بهذا البيان قد وفت لأمتها في تلك القضية ببعض حقها عليها؛ آملين في نفس الوقت أن لايخرج أحدٌ بهذا البيان عن مساره في كونه بيانا أريد له أن يكون مؤسِّساً لما من شأنه أن يكون حكما قانونيا نافذا يصدر عن أولي الشأن، وذوي البأس، صدورا يجعل له الحجية الرسمية عقب ما سنورده من الحجج الشرعية والأدلة التبوتية ،وكلنا رجاء أن تنهض لهذا البيان جميع المؤسسات الرسمية ذات الشأن، وذلك بإعمال سلطاتها فيه على وفق ما مُكِّنت من الله تعالى فيه، صيانة لكرامة الأمة، وحفاظا على معالم شرفها، وحدود حرماتها، ومستقبل أمرها وأمر أبنائها، لإنه لا ينفع حق لا نفاذ له كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إن مانطلبه بهذا البيان لسلامة مسيرة الأمة لا يقل شأنا، ولا قيمة، ولاخطرا؛ عما ما تطلبه الأمة والإنسانية اليوم لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم العالمية، بل إننا نرى أن هذا من ألزم الواجبات الشرعية والقانونية الآن التي لا يَحِلُّ، ولا يُقْبَلُ معها أي عذر بالتواني عنها ولا يعتد بأية تَعلة فيها.
الوقائع:
في يوم السبت الموافق 15 من ذي القعدة 1426هـ 17 ديسمبر 2005م اتهمت مجلة المجتمع الكويتية السيد محمود عباس مرزا الذي كان وقتها يشغل منصب رئيس السلطة الفلسطينية وقبل انتهاء ولايته في الوقت الراهن بأنه "بهائى خطير"، وجعلت هذا الاتهام منها له في عددها الصادر برقم 1681بالمحل الذي لاتخطؤه عين، ولا يبعد رنينه عن أذن، ولا صوته عن سامع، حيث صدَّرَت بعنوان هذا الاتهام صدر غُلافَ المجلة بأعلى الصحيفة ، مصحوباً بصورة ضوئية له، ثم أردفت ذلك بقولها: "قلنا مرارا إنه بهائي خطير"، وهي مجلة ذائعة الصيت، واسعة الانتشار، تتحقق بما يذكر فيها الحُجَّةُ على العامة والخاصة؛ وتوجب على من يتهم فيها بسوء إن كان بريئا منها، ونزيها في غرضه المسارعة لطلب الاستبراء لعرضه ودينه بكل سبيل ممكن، وبخاصة إذا كان من ذوي الشأن والسلطان، وفاء بحقه، ويجعل من السكوت عليه إقرارا صريحا من المتهم بصحة ما نسب إليه .
ولما كان المتهم المذكور لم يسع الى شيء من ذلك، وقد مضى على هذا الاتهام المدة القانونية التي بها تحصن الاتهام على الطعن، وسقط حق المتهم جنائيا في مقاضاته تلك المجلة على فرض كونه كان وقتها بريئا، لأنه كان يتعين عليه بحكم منصبه آنئذ ومنذ إعلان هذا الاتهام أن يسارع بنفيه عنه ولو بإثبات ضده على الأقل، تبرئة لشخصه إن كان مسلما، وصيانة لمنصبه الذي استؤمن عليه ثانيا، وأداءً للواجب الوظيفي دستوريا وقانونيا، أما وأن ذلك كله لم يكن، فإنه بذلك قد تأكد أنه قد تخلف في المذكور السيد محمد عباس شرطٌ من شروط الصلاحية الشرعية والقانونية لتولي مهام منصبه منذ إعلان التهمة على هذا المستوى، واتهامه على الحال المذكور، بل كان من الأحرى أن يكون ذلك من أول يوم تولى فيه المسؤلية وهو على هذه الديانة المنحرفة، تأسيسا على ما يشترطه الدستور والقانون الأساسي لدولة فلسطين في مثله مما تدل عليه المادتان 6 ، 7 من الدستور الفلسطيني دلالة قطعية على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع، وأن الدولة الفلسطسنية جزء من الأمتين العربية والإسلامية، مما يتعين معه استيفاء شرط الإسلام فيه وفي أبويه، وبثبوت كونه بهائيا فإنه يكون قد انتفى عنه شرف الإسلام وشرط بقائه في مهام منصبه الخطير، وبذلك يكون قد فقد الأهلية الشرعية والقانونية للاعتبار، وأصبح كل ما يصدر عنه هو والعدم سواء، الأمر الذي كان يتوجب على العاملين معه وتحت سلطانه أو لهم أدنى صلة به أن يسارعوا في كشف أمره وإلزامه بمقتضي اختياره، تنزيها لأنفسهم والمنصب الذي كان يشغله والمناصب المتفرعة عليه مما يتهددها من فساد وبطلان، على وفق مايقضي به الشرع ويوجبه القانون، وذلك لأن البهائية هي واحدة من العقائد الهدامة، والديانات المنحرفة التي تعاونت منذ بداياتها مع القوى الاستعمارية وعلى رأسها الصهيونية على إفساد الأمة وتحريف الملة؛ فهم يعتقدون أن الباب هو الذي خلق كل شيء بكلمته، وهو المبدأ الذي ظهرت عنه جميع الأشياء، ويوافقون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح، ويحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة وشيوع النساء والأموال، ولا يقدسون الانتماء للوطن بدعوى وحدة الأوطان، وكذلك فإنهم يدعون إلى إلغاء اللغات، والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم، ولهم تأويلات منحرفة وباطلة لآيات القرآن الكريم، فهم يقولون في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت ) من سورة التكوير يؤولونها بانتهاء الشريعة المحمدية ومجيء الشريعة البهائية! وفي قوله تعالى ( وإذا العشار عطلت) من نفس السورة: يؤولونها بجمع الوحوش في حدائق الحيوانات في المدن! وفي قوله تعالى (وإذا النفوس زوجت) كذلك: يؤولونها باجتماع اليهود والنصارى على دين البهاء! وفي قوله تعالى (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) من سورة إبراهيم يؤولون فيها الحياة الدنيا بالإيمان بمحمد- صلى الله عليه وسلم- والحياة الآخرة بالإيمان بالبهاء- الملعون-.
أما عباداتهم فهي كعقيدتهم في الضلالة والفساد، فليست لهم طهارة من جنابة أو نجاسة، بدعوى أن من اعتقد بالبهاء فقد طهر، ولا صلاة لهم إلا ثلاث تؤدى في الصبح والظهر والمساء، لكل واحدة ثلاث ركعات بغير كيفية ولا جماعة، فلا جماعة عندهم في غير الصلاة على الميت، أما قِبلتهم فهي نحو "قصر البهجة" في عكا، والوضوء عندهم هو فقط للوجه واليدين، ويكون بماء الورد، وإن لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر خمس مرات، وأما الصوم فهو عندهم تسعة عشر يوماً في السنة الميلادية، وتكون في شهر مارس الذي يعرف عندهم باسم شهر "العلاء"، ويبدأ من اليوم الثاني من مارس حتى اليوم الثاني والعشرين منه، وهو عندهم فرض على من بلغ سن الحادية عشرة حتى الثانية والأربعين سنة فقط، ويعفى منه الكسالى ومن يعملون أعمالاً مرهقة، والزكاة عندهم قد استبدلوها إلى نوع من الضريبة تقدر ب19% من رأس المال، وتدفع مرة واحدة، وأما الحج عنهم فهو واجب على الرجال دون النساء، ويكون إلى قبر البهاء بقصر البهجة في عكا دون الذهاب إلى مكة المكرمة، ولا عقوبة عندهم في غير الدِيَةِ، وفي الزواج فهو لواحدة أو اثنتين على الأكثر، ويُلْمِحون في بعض كتبهم إلى جواز زواج الشواذ –المثليين-، كما أنه يحرم عندهم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة، والأرمل لا يتزوج إلا بعد مضي 90 يوماً، والأرملة بعد 95 يوماً، دون أن يبينوا سبب ذلك فوق أنهم يعتقدون أن كتاب "الأقدس" الذي وضعه الملحد " البهاء حسين" المولود عام 1817م هو ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم، لأنه في هذا الكتاب مع غيره من كتبه كان يدعو للتجمع الصهيوني على أرض فلسطين، و قد كان على علاقة باليهود [ المسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة 1/ 414]،كما أنهم يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول، وأنه لا انفصال عندهم بين اللاهوت والناسوت للبهاء –كما تقول بعض فرق النصارى-، ولهذا وضع هذا البهاء برقعاً على وجهه
تابع البقية